أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الأحد (09 يوليوز)، أن جهة كلميم وادنون جِهة مرجعية مساهمة في السيادة الطاقية الوطنية، وأن مدينة طانطان، مؤهلة لتصبح قطبا وطنيا يلعب دورا أساسيا في مجال الطاقة والطاقة المتجددة.

مؤهلات كبرى 

بركة، في كلمة ألقيت نيابة عنه، خلال “ندوة الاستثمار الأخضر”، المنظمة ضمن فعاليات الدورة ال 16 لموسم طانطان الذي تنظمه مؤسسة “ألموكار”، أن جهة كلميم وادنون وخاصة طانطان، تتميز بمؤهلات كبيرة ومتنوعة كفيلة بتحقيق الإقلاع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية المستدامة لهذا المجال على غرار باقي الجهات الجنوبية للمملكة، وهو ما يمكن استثماره كذلك للمساهمة في بلوغ الرؤية الاستراتيجية الرامية لتحقيق السيادة الوطنية في مختلف أبعادها الطاقية والمائية والغذائية والصحية.

النموذج التنموي

واستحضر الوزير مجموعة من البرامج والمشاريع والأوراش الخاصة بالنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، والتي تشرف عليها وزارة التجهيز والماء، ومنها الطريق السريع تزنيت – الداخلة والعابرة للمجال الترابي لجهة كلميم وادنون على طول 303 كلم وهي في طور الإنجاز بنسبة تقدم تناهز 80 بالمائة، وبناء مجموعة من السدود منها سد “فاصك” الذي فاقت نسبة تقدم الأشغال به 92 في المائة.

وأضاف أنه تم بلورة مشروع اتفاقية شراكة خاصة بتنفيذ المشاريع الطرقية لتأهيل البنية التحتية بالجهة والتي ستندرج في عقد البرنامج بين الدولة وجهة كلميم وادنون للفترة الممتدة بين 2023-2027 ، موضحا أن هذه الاتفاقية، التي تقدر ميزانيتها المتوقعة ب 2.2 مليار درهم منها 955 مليون درهم مساهمة من الوزارة، تشمل ثلاثة محاور استراتيجية وهي تأهيل وعصرنة الشبكة الطرقية، وفك العزلة، وصيانة الطرق الغير مصنفة.

إكراهات هيكلية

وأوضح الوزير، أن هناك انتظارات كبيرة ورهانات كبرى معقودة على جهة كلميم وادنون في ظل إكراهات هيكلية مرتبطة بالجفاف وندرة التساقطات، مضيفا في هذا السياق، أنه مواكبة من الوزارة للدينامية الاقتصادية الحالية والاستشرافية للجهة، ومن أجل الاستجابة لطلب الساكنة من الماء الشروب وتلبية حاجيات القطاعات الإنتاجية، فقد تم إنجاز محطة “سهب الحرشة” بطانطان، ومحطة “سيدي بولفضايل” بتزنيت (قيد الإنجاز) والتي ستزود إقليم سيدي إفني، وكذا محطتين قيد الدراسات الأولية هما محطة الشاطئ الأبيض بكلميم، ومحطة الشبيكة بطانطان والتي ستخصص للري أساسا.

وأشار إلى أن الوزارة وفي إطار شراكة لتمويل برنامج السدود الصغيرة والبحيرات التلية، تساهم إلى جانب وزارتي الداخلية، والاقتصاد والمالية، في إنجاز 10 سدود صغيرة خلال الفترة بين 2022 و 2024 بكلفة إجمالية تقدر ب 438 مليون درهم، مؤكدا أن إقليم طانطان سيستفيد من بناء سد “وين كورة” بجماعة تلمزون، وإصلاح وترميم سد “خنق مسعود” بنفس الجماعة، وكذا من برنامج استعمال المياه العادمة بكلفة إجمالية تقدر ب 55 مليون درهم .

أوراش كبرى

ومن جهة أخرى، أكد الوزير أن الدينامية التنموية والأوراش الكبرى المندرجة ضمن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة، قد مكنت المجال الترابي لصحراء المغرب من بنيات تحتية ومرافق حيوية خلقت فرص شغل وجلبت استثمارات مكنتها من تحسين مؤشراتها الاقتصادية، مبرزا ، في هذا السياق، أن الناتج الداخلي الخام الجهوي للفترة الممتدة بين 2012 و2020 انتقل من 0.8 إلى 1.2 بالمائة بجهة الداخلة واد الذهب، ومن 1.7 إلى 2.2 بالمائة بجهة العيون الساقية الحمراء، ومن 1.2 إلى 1.5 بالمائة بجهة كلميم وادنون.

وأشار بركة إلى أن كل هذه المؤشرات تؤكد بالملموس الوقع الإيجابي للمجهودات المبذولة بالجهات الجنوبية الثلاث للمملكة، وهي حصيلة، يضيف الوزير، مرشحة للارتفاع مع استكمال الأوراش الكبرى كميناء الداخلة المتوسطي والطريق السريع تزنيت – الداخلة، ومجموعة من مشاريع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.